القبعات الست

  





















الفصل الأول
خلفية الدراسة وأهميتها
المقدمة:
 العقل البشري هو من يميز الأنسان عن سائر الكائنات الحية الغير عاقلة, والذي يمتاز بها عن سائر مخلوقاته بالعمليات العقلية الداخلية التي تحدث بدماغه فيما يسمى بعملية التفكير التي هي عبارة عن نشاط عقلي لا يهدأ ولا يستقر وهو في شغل شاغل بالبحث عما وراء تلك الأشياء التي تصادفه أو تعترض احداث يومه يبحث بمجريات الأمور و يتفكر بها , لذا اطلق على الإنسان الكائن المفكر .
 فهل التفكير  المقصود هو التفكير العادي لحل المشكلات البسيطة ام التفكير المعقد الذي ينزع  الى خلق وتوليد افكار مبدعة وابتكارات واختراعات تسهم في رقي الحياة البشرية أم كلاهما يحققان الغرض نفسه في التربية. يشير اﺒراﻫﻴم (2002 :6 )  الى  ﻗﺴﻤﻴن ,احدهم الأسلوب الغير علمي في التفكير ويتضمن  التفكير الخرافي والتفكير الميتافيزيقي والتفكير بالمحاولة والخطأ  ,في حين أن صورته الثانية تندرج تحت التفكير التأملي  والتفكير الحدسي والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي الذي تسعى لتحقيقه التربية .أن مسعى التربية الحثيث في خلق اجيال متعلمة ومفكرة هو احدى سياسات الدول التعليمية التي تطمح لها حيث إنها من أهداف الخطوط العريضة للتربية والتعليم ,والتي تنبثق من فلسفة المجتمع . فهدف التربية  كما يراها  بياجيه " أن يتمثل في إمكانية وجود اشخاص قادرين على التفكير والتأمل والتحليل والمبادرة والإبداع. ( المدهون ,2012: 5).
ولا يحدث ذلك الا عن طريق تشجيعهم و استثارة دافعيتهم نحو التعلم , وذلك من خلال استخدام  الأساليب التي تساعد على تنمية التفكير , واستخدام الأنشطة  التي تساهم  في تنمية مهارات التفكير لديهم وخاصة مهارات التفكير العليا التي من الممكن أن تتحسن بالتدريب وليس بالنضج وهو ما أكده  إدوارد دو بونو( Edward de Bono)  في أن التفكير يتحسن بالتدريب والتعلم مثل أي مهارة  أخرى( جروان,2010 :29-30).
    ويؤكد الأدب التربوي على أهمية تعليم وتنمية مهارات التفكير لدى الطلبة وذلك عن طريق استخدام المعلمين لاستراتيجيات قائمة على التفكير و تعليم التفكير ,و لابد من الإشارة الى أن وزارة التعليم العالي قد قررت منذ سنوات سابقة مساقات لتعليم التفكير لتخصصات التربية الابتدائية وتربية الطفل لدبلوم كليات المجتمع  باسم طرق تعليم التفكير , وذلك نظرا لإمكانية تعليم تلك الطرق وممارستها .
 ويؤكد  دو بونو (de bono , 2002  )  ذلك ايضا  حيث يرى أن تعليم التفكير ضرورة لابد من تنميتها , نظرا لأن  التفكير عبارة عن مهارة يمكن تعلمها ونقلها الى الاخرين عن طريق بناء برامج تفكير  مناسبة يمكن التدريب عليها  والهدف من تعليمها لتمكين الفرد أو المتعلم  من استخدامها في مواقف جديدة  وغير مألوفة وهو كما نعرف هيكل عملية التفكير الإبداعي . وقد عرف دو بونو  (de bono , 2005 ) التفكير أيضا بانه عملية تؤدي الى انتاج  افكار جديدة مع القدرة على الاستبصار والابتكار , اللذان هما روح ما يسمى بالتفكير الابداعي .  وقد قيل عن التفكير الإبداعي هو "المهمة هي ألا ترى ما تم رؤيته سابقا , ولكن أن تفكر بطريقة مختلفة في الأشياء التي تراها يوميا".  وقد عرّف الابداع علماء كثيرين بأنه الاستعداد أو القدرة على خلق شيء جديد و مبتكر تماما , واخراجه الى حيز الوجود  و يختلف  الإبداع عن الابتكار الذي هو القدرة على تحسين أو تغيير أو تكييف اسلوب أو منتج موجود . وكلاهما عملية منظمة مثلما هي عملية التفكير, فالتفكير عملية نظامية منضبطة كما أشار بذلك (دي بونو، 2002: 16).
وعليه يجب البحث عن برامج تدريبية تمكن المعلّم من مهارات التفكير الإبداعي لينقلها لطلابه من خلال استخدامها في الغرفة الصفية و لا يتطلب الأمر سوى البحث عن تلك البرامج و التعلم منها وتطبيقها  في الغرفة الصفية ,وقد ذكرتها السرور (2002: 373)  مثل :  مشروع (إمباكت) لتعليم التفكير في المدارس الابتدائية ، برنامج ثورة الأربعاء ، برنامج إرفين للتفكير ، برنامج تعليم التفكير عبر الروابط ، وبرنامج  (DATT) ,  وبرنامج (CoRT) وبرنامج قبعات التفكير الست - الذي هو محور بحثنا والذي يعتبر خميرة التفكير الإبداعي الذي  لابد أن ينضج الأفكار الإبداعية في مراحلها الأربعة التي ذكرتها  (السرور,2002 :152).  
    فطريقة استراتيجية القبعات الست  (six thinking hats) التي ابتكرها العالم ادوارد دي بونو (de bono  Edward ) في تحليل أنماط التفكير عند الإنسان , تعتبر ارضية مناسبة ومن اساسيات التفكير الإبداعي  ,حيث يتم  في هذه الطريقة تركيز تفكير الفرد في اتجاه وجانب معين من جوانب المشكلة ولفترة من الوقت , بحيث يشمل بالنهاية التفكير في مختلف جوانب المشكلة . وذلك حسب لون كل قبعة .وذلك لأن كل قبعة تشير الى نمط تفكير يختلف عن غيره , وتسمح له بتغيير النمط والتنقل بين الانماط الاخرى وذلك بتغير القبعة ولبس قبعة ذات لون آخر , فكل لون له نمط تفكير يدل عليه والهدف منه تبسيط التفكير, وزيادة فاعليته ,فتبديل نمط التفكير الواحد  إلى ستة  انماط للتفكير حتما سيوفر علاجا  ابداعيا وابتكاريا للمشكلات .
ولكن  لطالما كان يطرح السؤال  التالي : لماذا قبعات وليست شيئا آخر  !.ولكن لماذا علامة التعجب , فالقبعة مكانها الرأس كما  اشار كل من ابو جادو ونوفل (2010 :493) .أن الرأس هو موقع الدماغ المسؤول عن التفكير ,ولبس احدى تلك القبعات لتغطي الرأس تعني السيطرة على الدماغ ليفكر بنمط القبعة الحاملة لقوانين وقواعد محددة .وكما أن سهولة خلع القبعة وارتداءها يسمح بتبادل الأدوار ورفض نمط التفكير الواحد  حيث ان من ميزات استخدام القبعات في التفكير غير إنها تستخدم على جميع المستويات ,كما أنها سهلة التعليم والتعلم والاستخدام, فهي طريقة تقضي على اسلوب التفكير المتعاكس كما اشار بذلك دي بونو
(de bono,2008  Edward ) . 
أن  سهولة خلع و ارتداء القبعات قد  تكون  سببا في جعل هذه الاستراتيجية كلعبة  جميلة ومثيرة للدافعية  وتعمل  حتما على خلق الفضول لدى المتعلمين  والمعروف ان الدافعية للتعلم هي مسعى جميع التربويين والمعلمين لإدامة زمن التعلم ومواصلة التعلم , ولا ننسى ان مواصفات طريقة القبعات الست , تفيد لكل المراحل التعليمية ومن صفاتها التي جعلتنا نعتقد انها لعبة تعليمية ناجحة للمراحل الابتدائية أكثر من المراحل المتقدمة ولكن هذا لا يمنع من تطبيقها في المراحل الإعدادية لكي تخلق جوا من التشويق والإثارة بدلا من الرتابة التي تطغى على دروس التربية الوطنية بالذات, ويؤكد على ذلك ما قاله  دي بونو، (2005: 129) حيث يقول في كتابه " كلما كان استثمارك اكبر في إستراتيجية  القبعات الست على إنها (لعبة) كلما ساعد ذلك على دعم الإستراتيجية ، إذ قام كل واحد بجهد القبعة الصفراء، فالذي يأتي بتعليقات تخص القبعة السوداء يشعر بالحرج، ولو انك أعددت نفسك للعبة القبعات (مستعملاً ألوان القبعات) في أوقات أنت لست بحاجتها فان الطريقة سوف تكون متاحة عندما تحتاجها فعلاً: مناقشات عنيفة، أزمات، صراع، مشاهد عقائدية، وغير ذلك".
ولا ننسى بالإضافة ,كونها لعبة سهلة و واضحة ولا تحتاج لتعليمات كثيرة و تمتاز بخاصية تبادل الادوار الممتعة كما اشار قطامي وسبيعي (2008)  بذلك و التي تجعل جميع الطلاب مشاركين فيها ,  وفعالين في ابتكار الحلول وتوليد الافكار التي هي مسعى المعلمين للوصول بالتلاميذ الى مراحل متقدمة من التفكير الابداعي  مع خلق جو من المتعة والألفة بين المتعلمين اثناء ممارستها وعند التطبيق .وخاصة عند تتبع مستويات الطلاب والحصول على مؤشر واضح  الى تدني مستويات تحصيل الطلبة في المواد التعليمية وعدم الاستمتاع بعملية التعلم الاساسية , حيث تبدو مظاهر الملل والكسل لدى الطلاب اثناء اعطاء الحصص التعليمية  نتيجة لافتقار اساليب التدريس المستخدمة من قبل المعلمين لكثير من التشويق والشغف وذلك باستخدام اللعب في توصيل المعلومات وربما لأن استراتيجية القبعات و سهولة خلعها بالإضافة الى ميزة الالوان الجاذبة للتعلم . ,حيث  يشير باتشلر ( 2000,batchelor ) إلى أن الألوان  تساعد على استخدام الطلاب لست طرق منفصلة  للتفكير  لتعليم الطلبة عملية التأمل والمراجعة  , أما الألوان المتعددة كما تراها الباحثة فهي  تبعث على البهجة وتبعد الطلاب عن الملل والرتابة, كما انها تقدم دليلا تجريبيا لخلق الدافعية والتشويق للتهيئة الصفية المثمرة حول مواضيع التعلم المعروفة  .فمن فوائد برنامج قبعات التفكير الست  كما ذكرها 
 دي بونو (de Bono,1992) إنه يسهم في بناء نظم الجودة الشاملة كما أنه يقلل من الصراعات والخلافات ، ويبني فرق عمل فعالة ويجعل من الاجتماعات أكثر فعالية ؛ لأنه يعمل على تحقيق التفكير المتوازي .
     ومن هذه النقطة ,شعرت الباحثة بمشكلة عدم تبني المعلمين لهذه الاستراتيجية في استخدامهم لها كطريقة تدريس واستراتيجية لعب للأدوار التفكيرية قد تحقق مردودا ايجابيا في اثارة الاهتمام وخلق جوانب الابداع لدى طلبتهم. و لا يتم ذلك إلا بوجود معلم مبدع  ومؤهل ومدرب على استخدام كل الطرق التعليمية المتاحة ,. والذي لا نكاد نجده لدى معلمي التربية الوطنية والمواد الأخرى  في مدارسنا  , وخاصة ان مبحث التربية الوطنية الذي يقع عليه كاهل تنمية الاتجاهات الايجابية لدى الطلبة مازال يعطى بطريقة التلقين و المحاضرة المعتادة. حيث ستسهم هذه الدراسة  في تنمية اتجاه إيجابي لدى الطلاب نحو مادة التربية الوطنية  في ضوء برنامج قبعات التفكير الست  ودور مثل تلك الطريقة في تغيير انماط تفكير الطلبة وتدريبهم على التفكير بجميع الاتجاهات .
     وتجد الباحثة من خلال الاطلاع على مقرر التدريس في وحدة "العيش المشترك " الذي قامت الباحثة بالاطلاع عليه ,ان تقديم دروس الوحدة الثالثة لمقرر العيش المشترك باستخدام استراتيجية تدريس قائمة على برنامج قبعات التفكير الست, قد تفي بالغرض ,وخاصة لخدمة و زرع  الاتجاهات الايجابية في نفوس الطلبة حيث أن هذه الوحدة بالذات لا يمكن المرور عليها مرور الكرام ولا يمكن ,تدريسها بطريقة عادية بل تحتاج للكثير من العمل والجهد في البحث عن المعلومات الإثرائية في بناء منظومة متكاملة من الوحدة المعنوية لتلك المفاهيم وتشكيلها في الوعي الجمعي للمجتمعات الذين هم بالمحصلة طلاب الجيل القادم, فهي وحدة  غرس الاتجاهات الإيجابية حسب رأي الباحثة ,وقد وجدت ما يدعم قول الباحثة بدراسة أبو مغلي ,(2007) .وهي دراسة هدفت الى تسليط الضوء على العلاقات الاجتماعية  التي يجب على الفرد أن  ينطلق منها في تعامله مع الآخرين تبعا لبيان القرآن الكريم  ,حيث توصلت نتائج  الدراسة الى الاهتمام بتنمية جوانب شخصيته الثلاثة :الروحية والجسدية والعقلية والتركيز على  المبادىء الإسلامية السمحة؛  الوسطية والعدل والرحمة . وهما رديفان للتسامح والتآلف والتعايش وهذا هو روح وحدة "العيش المشترك "المنوي تقديمها بطريقة القبعات الست . وعليه يمكن صياغة مشكلة البحث في السؤال التالي :
ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسط تحصيل طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون وحدة العيش المشترك  باستعمال طريقة القبعات الست وبين متوسط تحصيل طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة التقليدية.
وقد انبثق عن  هذا السؤال  الاسئلة الفرعية الآتية :



ثانيا: اسئلة البحث :
1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى  0.05 بين متوسطي درجات طلاب  المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة  للاختبار التحصيلي لطريقة التدريس القائمة على برنامج قبعات التفكير الست لصالح القياس للمجموعة التجريبية   .
2.  هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 بين اتجاهات طلاب المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لمقياس الاتجاه  نحو برنامج قبعات التفكير الست لصالح المجموعة التجريبية .
    
ثالثاً - أهداف البحث :
     يسعى هذا البحث بجهد حثيث _ من خلال التدريس بطريقة القبعات الست الى الكشف عن أثر تحصيل الطلاب في المجموعة التجريبية ونتائجهم بعد التدريس بطريقة القبعات الست  وفيما إذا كان هناك تحسين في التحصيل يرد الى الطريقة المتبعة مع الكشف عن اثر تحصيل الطلبة في المجموعة الضابطة ومقارنة النتائج لصالح المجموعة التجريبية .
 وتكشف أهداف الدراسة أيضا عن أثر تكوين اتجاهات ايجابية نحو تنوّع طرق التدريس المختلفة وذلك عن طريق اظهار ما لتلك الطرق من امكانيات هائلة  ولتعليمهم كيفية التفكير في حل المشكلات عن طريق النظر بجميع جوانب المشكلة المطروحة ومعاينتها والانتباه لما قد تحدثه من تغيير في وجهات النظر وفي تغيير القرارات واتخاذ القرار الأصوب . وذلك بالعمل على :
1.    تدريس  وحدة دراسية عنوانها "العيش المشترك" القائمة على برنامج قبعات التفكير الست  .
2.    تنمية الاتجاه الايجابي  نحو الوحدة الدراسية "والطريقة المتبعة و القائمة على برنامج قبعات التفكير الست .  







  رابعا -أهميـة البحث :
       ويمكن إبراز أهمية البحث الحالي من خلال ما يلي:
أ‌-   الأهمية النظرية :
هذه الدراسة تعد تحديثا في العملية التربوية ؛ فهي تقدم وصفا دقيقا لطريقة التدريس القائمة على برنامج قبعات التفكير الست بحيث تزيل الرتابة والجمود والملل الحاصل عند التدريس بالطريقة العادية (المحاضرة) بدون تفاعل بين الطلاب والطالبات. وبذلك تعزز دور نظريات التعلم في انتاج طرق جديدة للتعليم تكون كمساهمة اضافية للتعليم والتعلم .
ب- الأهمية التطبيقية :
إنها دراسة جديدة في محتواها لمادة التربية الوطنية ,حيث لم تسبقها أية دراسة _ حسب علم الباحثة –  فقد استخدمت تلك الطريقة  في مادة التاريخ و الجغرافيا ولكن لم تقرأ الباحثة انه تم دراستها في مادة التربية الوطنية, لذا سيتم التدريس على استخدام برنامج قبعات التفكير الست فقط على تعليم وحدة " العيش المشترك "من ثلاث دروس وتنمية مهارات التفكير الإبداعي في الحياة العملية والمواقف الحياتية ,من حيث تنمية اتجاهات انسانية راقية نحو مواضيع تهم حقوق الإنسان ومناقشتها بطريقة القبعات الست.
وثانيا : ستعزز هذه الطريقة  لدى الطلاب والطلبة اهمية الحوار وحرية التفكير وتنويع الاتجاهات في التفكير بدلا من النمط الواحد .
 ·   وثالثا  : ستعزز هذه الدراسة من دور التربية الوطنية في تنمية مهارات التفكير من خلال التركيز على التعايش بين جميع الاطياف وفي تنمية اتجاه إيجابي لدى الطلاب نحو مادة التربية الوطنية .
خامسا ـ مصطلحات الدراسة:
1- التحصيل :  وتقصد بها الباحثة: قياس درجة التأثير الإيجابي للوحدة الدراسية القائمة على برنامج قبعات التفكير الست في تحصيل الطلاب  والطالبات واتجاههن نحوها . وبمعنى آخر هو ما حصلت عليه الطالبات والطلاب من درجات بالاختبار التحصيلي المعد لهذه الدراسة والذي يغطي وحدة "العيش المشترك في مادة التربية الوطنية  للصف الثامن .
 2- الوحدة الدراسية :
وتقصد بها الباحثة:  الوحدة الدراسية المقرر تدريسها بطريقة" قبعات التفكير الست "
وإجرائيا :هي اعطاء الدروس وتنظيم طريقة عرضها بطريقة " قبعات التفكير الست " بحيث تمكن الطلاب والطالبات من ارتفاع تحصيلهم من درس "العيش المشترك" في مقرر التربية الوطنية للصف الثامن.  


 3 – القبعات الست للتفكير, ويقصد بها طريقة التدريس المتضمنة لمجموعة من الخطوات والأنشطة والاجراءات المخططة والمرتبة لست انماط من التفكير تتعلق  بالحقائق المجردة و الايجابيات والنقد والفوائد والمخاطر لكل مفهوم يتم تدريسه في وحدة العيش المشترك ,وهي مفاهيم  عالمية تتضمن ( خطاب الكراهية ,العنف, التطرف, التمييز العنصري ).




سادسا ـ حدود البحث :
 سيجري البحث ضمن الحدود التالية:
1.  الحد البشري : طلبة الصف الثامن في المدارس الحكومية التابعة لمديرية تربية وتعليم لواء قصبة اربد  في مادة التربية الوطنية  .
2.  الحـد المكانـي: مدرسة بلال بن رباح  للبنين –مديرية اربد و مدرسة القادسية للبنات-مديرية اربد
3.  الحـد الزمني:  اقتصرت الدراسة في العام الدراسي الحالي 2019 - الفصل الدراسي الأول .
 ستقتصر الدراسة الحالية على قياس مدى فاعلية وحدة دراسية ضمن مقرر تدريس التربية الوطنية  بعنوان " العيش المشترك " القائمة على برنامج قبعات التفكير الست " ومعرفة فاعليتها في تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو المادة التعليمية  .







الفصل الثاني

الأدب النظري و الدراسات السابقة

   " يقولون غيّر قبعتك يتغير تفكيرك " وربما هذا هو جوهر وحقيقة هذه الطريقة  والاستراتيجية التي ابتكرها العالم البريطاني دي بونو(de bono )  الذي انتقل في تخصصه من الطب إلى الفلسفة , واستفاد من معلوماته الطبية عن المخ في تحليل أنماط التفكير عند الناس , حتى ابتكر طريقة " القبعات الست " في التفكير ,وصدرها للعالم كلّه  ,فانتشرت كالنار في الهشيم ودخلت في كل ميادين الحياة حتى السياسية منها والتعليمية .
ان اسهام طريقة القبعات الست  في التعليم قد جلبت ثورة في اساليب وطرق عرض المعلومات  وحتى في مجال التخطيط والإدارة كما استحدثت ثورة في دائرة الأعمال ومراكز القرار حيث اعتبرت كطريقة فعالة في دراسة الجدوى لأي مشاريع قادمة لأنها تنبه التفكير لاستخدام ست انماط وليس لنمط واحد من التفكير .
ان معظم الناس وهذا ليس غلوا في التفكير , لا  يفكر الا بالمخاطر التي قد تحدث في أي موضوع بدون التنبه لفوائد وايجابيات التفكير الاخرى ,ولهذا جاءت القبعات الست لتجعل الشخص يغير من تفكيره وذلك بلبس قبعة (وهميا ) ليعطي نمط التفكير فرصة اخرى لدراسة جوانب اخرى من التفكير لم تكن لتتاح لولا لبس تلك القبعة التي لها لون يختلف عن نمط تفكير قبعة اخرى .
وتحتوي هذه الإستراتيجية على ست قبعات مختلفة، تستعمل كل واحدة منها على حدة، وعند استعمال قبعة معينة من هذه القبعات يرتدي كل فرد من أفراد المجموعة المعنية القبعة ذاتها وهذا يعني إن الجميع يفكرون على نحو متوازٍ ومتزامن في الاتجاه ذاته، ويفكر كل شخص من المجموعة في موضوع البحث بدلاً من التفكير فيما نطق به شخص أدلى برأيه (دي بونو، 2008: 34 – 36).
ولمعرفة خصائص وميزات كل قبعة من قبعات التفكير ,كما ابتكرها  ادوارد  
دو بونو(de bono  Edward ) الذي توصل الى استعمال ما يسمى بالقبعات ذات الالوان الستة المختلفة ,حيث تشير كل قبعة لنمط تفكير موازي تختص بها , ففي حين تشير
القبعة البيضاء الى الحياد والموضوعية والتجريد, فهي حتما ستشير على حاملها أن يجيب عن المعلومات  والبيانات التي تختص بالموضوع باستخدام ادوات السؤال التالية : متى ؟واين  ؟ ولماذا ؟  لكي تتشكل لديه خارطة طريق لتوضيح معالم وتفاصيل الموضوع الذي سيتم تداوله بالنقاش وهي في العادة – القبعة التي يفتتح بها  الموضوع  و تشمل احصاءات ونسب وانطباعات وتفاسير وحقائق  ورسوم ايضاحية .هي بالذات ما يمكن تسميته حقائق الدرس التي لا تتغير ولا تشوبها النقص لأنها حقائق .

أما القبعة  الحمراء فهي تعكس العواطف والمشاعر والرغبات  بدون ابداء الأسباب ففي وراء كل موضوع هناك ميول وعواطف نحوها ولذلك لابد من معرفتها عند مناقشة الموضوع, اما بخصوص الوقت المخصص للقبعة الحمراء بالذات  ,فلا ينصح بإعطاء القبعة الحمراء اكثر من دقيقتين ,لكي لا يطغى الجانب العاطفي على التفكير كما ذكر (قطامي والسبيعي .2007) .
أما القبعة الصفراء فهي تعكس الأمل بمعنى أن النظر للموضوع يكون موجها  فقط للإيجابيات والفوائد  فقط و بنظرة متفائلة على عكس من يرتدي القبعة السوداء .

حيث تشير القبعة السوداء  الى السلبيات المنطقية والمخاطر والمحاذير والمساءلة  والتحفظ والنقد والمخاوف من تبني ذلك القرار  .لذا ينصح باستخدام القبعة السوداء متأخرة عن بقية القبعات لكي لا تتسبب في أي مخاوف لدى جماعة النقاش فيتوقف التفكير بالإيجابيات والمحاسن

أما القبعة الخضراء ,فهي قبعة الإبداع وطرح البدائل وتشير الى الخصب والنمو والابداع والنظر الى الموضوع بطرق جديدة ومبتكرة مع التحفيز والتشجيع  والمتابعة .

أما القبعة الزرقاء فهي قبعة السيطرة والتحكم وادارة العملية كلها , فهي  تشير بالنهاية الى النظرة الشمولية التي تعني السيطرة والتحكم , وبمعنى آخر هي قبعة  التفكير الموجه ,حيث توجه النقاش من حيث اعطاء التعليمات وتحديد اي القبعات التي يجب تنشيطها ومتى يكون عملها  ,وتنظر الى طريقة التفكير بالموضوع  وليس الموضوع نفسه ,والجدير بالذكر أن على صاحب القبعة الزرقاء الذي يدير النقاش حول الموضوع أن يقدم القبعة الصفراء التي تدل على الايجابيات والفوائد  قبل عرض القبعة السوداء حتى لا تصدم الحقائق السلبية والمخاطر المشاركين من الاسترسال في التفكير بالايجابيات , بحيث تصدم الموضوع النقاشي وتصدمه بالمخاطر المحتملة كما سبق وأن أوضحنا  .
  . أما  بخصوص الزمن المقرر لتنفيذ كل قبعة فينصح بإعطائها ما بين  ثلاث دقائق الى خمسة دقائق , و يسمح بالتمديد إذا دعت الحاجة ( أبو جادو , ومحمد , 494:2007)  .
وهكذا نجد أن كل قبعة لها نمط تفكير
1)      القبعة البيضاء   : التفكير المحايد .
2)      القبعة الحمراء  : التفكير العاطفي 
3)      القبعة الخضراء :التفكير الإبداعي
4)      القبعة الصفراء  :التفكير الإيجابي
5)      القبعة السوداء  :التفكير السلبي
6)      القبعة الزرقاء   :التفكير الموجه
                                                        
والجدير بالذكر ان استخدام القبعات في التعليم ليس عشوائيا فهي وان وجهت التفكير لأنماط متعددة الا انها ذات علاقة بمستويات التفكير التي ذكرها كل من السويدان و العدلوني
(2004  :202-203)   حيث اشار أن المستوى الأول هو المستوى الأساسي ويشمل كل من  مهارات التصنيف والملاحظة والمقارنة وتنظيم المعلومات  ,أما المستوى الثاني وهو المستوى المعرفي فيتضمن مهارات  التفكير الإبداعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات , أما المستوى الثالث والذي هو مستوى "فوق معرفي" فيتضمن مهارات التخطيط والمراقبة والتقييم . ولهذا ينصح باستخدامها كطريقة يومية في الفصول الدراسية لما تستجلبه من مهارات عليا من التفكير مثل حل المشكلات و التخطيط والتقييم التي هي اعلى درجات هرم بلوم المعرفي .









سابعاً -  الإطار النظري والدراسات السابقة :

لقد قمت  بالبحث عن الدراسات التي استقصت  وطبقت "طريقة القبعات السَت" فوجدت حسب علم  الباحثة  أن  أقدم دراسة كانت في هذا المجال كانت دراسة استقصائية تمت  في سنة1996 ,وقد هدفت دراسة والتر (1996 ,  walter) التي قامت بدراسة استقصائية الى البحث حول اثر نموذج القبعات السَت في التفكير , والجدل والاستجابات , واوضحت الدراسة ان نموذج القبعات السَت يتكون من ستة مجالات للتفكير ترتبط بالنموذج التمهيدي للتفكير الخاص بالأهداف والموضوعي والنقدي والابداعي والشخصي , من خلال اطار مفاهيمي يسمح للمفكر بتوجيه اهتمامه نحو التفكير المرغوب الذي يهيىء للفرد الجدل حول التفكير المطلوب وحل القضايا المرغوبة وبالتالي فان هذه الدراسة قدمت شرحا وافيا لنموذح القبعات السَت في التفكير ونمط التفكير الخاص بكل قبعة من هذه القبعات.

دراسات عربية :

دراسة فودة وعبدة

هدفت دراسة  فودة وعبده (2005) الى معرفة تأثير القبعات السَت في تدريس العلوم على تنمية التفكير الإبداعي ومهاراته . تكونت عينة الدراسة من (146) طالبا وطالبة لدى طلبة الصف الخامس الابتدائي في احدى مدارس جمهورية مصر العربية . وقد تم تقسيم هذه العينة الى مجموعتين احدهما تجريبية درست بطريقة القبعات السَت والاخرى ضابطة درست بالطريقة العادية  ,واستخدم  الباحث مقياس نزعات التفكير الابداعي واختبار مهارات التفكير الابداعي الذي اعده الباحثان وقد توصلت الدراسة الى وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات المجموعة التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية واستدل الباحثان على وجود اثر لاستخدام طريقة القبعات السَت في تنمية التفكير الابداعي ومهاراته .

دراسة عودات
  هدفت دراسة عودات (2006) الى الكشف عن اثر استخدام طرائق العصف الذهني والقبعات السَت والمحاضرة المفعلة في التحصيل والتفكير التأملي لدى طلبة الصف العاشر في مبحث التربية الوطنية والمدنية .تكوّن  مجتمع الدراسة من (1855). طالبا وطالبة , واشتملت عينة الدراسة على (167). طالبا وطالبة في (6) مدارس ,وتشير نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة احصائية  في الاختبار التحصيلي  البعدي تعزى للطريقة , وكانت الفروق بين مجموعة العصف الذهني و مجموعة القبعات السَت لصالح العصف الذهني , كما كانت الفروق بين مجموعات القبعات السَت ومجموعة المحاضرة المفعلة لصالح القبعات السَت , كما دلت النتائج  على عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية تعزى للجنس في الاختبار التحصيلي , مع   وجود فروق ذات دلالة احصائية  تعزى للتفاعل بين الجنس والطريقة لصالح الاناث في طريقة العصف الذهني.






دراسة البركاتي
هدفت دراسة  البركاتي (2008) الى معرفة " اثر التدريس باستخدام الذكاءات المتعددة والقبعات السَت و(k.w.l)  في التحصيل والتواصل والترابط الرياضي لدي طالبات الصف الثالث المتوسط بمدينة مكة المكرمة . وقد تكونت العينة من  (95) طالبة .جرى توزيعهن عشوائيا على اربع مجموعات ,ثلاثة منها تجريبية  والرابعة ضابطة  ,و عولجت بيانات الدراسة بتحليل التباين المصاحب ,حيث اظهرت النتائج وجود فروق دالة احصائيا  وتفوق كل من المجموعات التجريبية الثلاث على المجموعة الضابطة  ,من حيث التحصيل الدراسي , وعند مستويات التذكر والتطبيق والتحليل والتراكيب .  كما توصلت الدراسة الى تفوق مجموعة الذكاءات المتعددة على مجموعة القبعات السَت في مستوى التقييم .

دراسة ابو شريخ
هدفت   دراسة أبو شريخ(2011 )إلى معرفة أثر استخدام استراتيجي الذكاءات المتعددة والقبعات السَت في التحصيل وتنمية مهارات التفكير الناقد لدى طلبة الصف العاشر الأساسي واتجاهاتهم نحو تعلم الفقه الإسلامي في مبحث التربية الإسلامية، وتكونت عينة الدراسة من طلبة مدرسة م. سوف الأساسية للبنين للعام الدراسي 2010-2011م، موزعة على مجموعتين تجريبيتين، الأولى درست باستراتيجية الذكاءات المتعددة، وعددهم (36) طالبا، والثانية درست باستراتيجية الذكاءات المتعددة، وعددهم (36) طالبا، والثانية درست بإستراتيجيات القبعات السَت، وعددهم (37) طالبا، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤0.05) بين متوسطات أداء أفراد المجموعين في الاختبار التحصيلي البعدي، والمؤجل، وعلى مقياس مهارات التفكير الناقد البعدي، ولصالح أفراد المجموعة التجريبية الذين درسوا باستراتيجية الذكاءات المتعددة، ولصالح المجموعة التجريبية الذين درسوا باستراتيجية القبعات السَت على مقياس اتجاهات الطلبة نحو تعلم الفقه الإسلامي.

دراسة عمران (2011)

  هدفت دراسة عمران (2011) التي جاءت بعنوان  "فاعلية استخدام قبعات التفكير الست في تدريس الدراسات الاجتماعية علي التحصيل المعرفي وتنمية مهارات التفكير التباعدي لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي الى رفع مستوي التحصيل المعرفي لتلميذات الصف الأول الإعدادي في مادة الدراسات الاجتماعية في المستويات المعرفية (التذكر، والفهم، والتطبيق)، وتنمية بعض مهارات التفكير التباعدي لديهن، وذلك من خلال استخدام قبعات التفكير الست في تدريس الوحدة الثانية (الأخطار الطبيعية) المقررة ضمن منهج الدراسات الاجتماعية للصف الأول الإعدادي، الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2010/2011م .وقد قام الباحث باعادة صياغة موضوعات وحدة "الأخطار الطبيعية" المقررة ضمن منهج الدراسات الاجتماعية للصف الأول الإعدادي وفقاً لقبعات التفكير الست، وتطلب ذلك إعداد كتيب للتلميذ متضمناً موضوعات الوحدة، وعرضه على مجموعة من المحكمين للتأكد من صلاحيته, واختباراً تحصيلياً  فى الوحدة المختارة، وعرضه على مجموعة من المحكمين وضبطه إحصائيًا.وتم بعد ذلك تطبيق اختبار التحصيل المعرفي واختبار مهارات التفكير التباعدي علي عينة تكونت من (80) تلميذة من تلميذات الصف الأول الإعدادي بمدرسة الإعدادية الحديثة بنات بمحافظة سوهاج، وقد استخدام البحث المنهج شبه التجريبي ذو المجموعتين المتكافئتين.وقد أسفرت الدراسة عن نتائج منها :وجود فرق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات تلميذات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في التطبيق البعدى لاختبار التحصيل المعرفي لصالح تلميذات المجموعة التجريبية. وأن استخدام قبعات التفكير الست في التدريس كان له فاعلية كبيرة في تنمية التحصيل المعرفي ومهارات التفكير التباعدي لدى تلميذات الصف الأول الإعدادي في مجال تدريس الوحدة المختارة. وأوصت الدراسة: بضرورة الاهتمام باستخدام قبعات التفكير الست في تدريس الدراسات الاجتماعية، لما توفره من مواقف تعليمية تثير اهتمام التلاميذ وتساعدهم على استخدام المعرفة في حل المشكلات التي تواجههم، بما يؤدى إلى زيادة تحصيلهم وتنمية مهارات التفكير التباعدي لديهم. وضرورة تدريب معلمي الدراسات الاجتماعية على كيفية التدريس باستخدام هذه القبعات.
هدفت دراسة  السليتي (2012)

هدفت دراسة  السليتي (2012) إلى الكشف عن "أثر استراتيجيات: الذكاءات المتعددة وحل المشكلات والقبعات السَت في تنمية مهارات التفكير العلمي لدي طلبة الصف الثامن الأساسي في الأردن. تكونت عينة الدراسة من (217) طالب أو طالبة توزعوا علي ثلاث شعب للطلاب وثلاث أخرى للطالبات، وتم اختيار هذه العينة بالطريقة العشوائية الطبقية. تم تدريس المجموعة الأولي وفق إستراتيجية الذكاءات المتعددة، والمجموعة الثانية وفق إستراتيجية حل المشكلات، والمجموعة الثالثة وفق إستراتيجية القبعات السَت . أعد الباحثان اختبارا لقياس مستوي التفكير العلمي لدي أفراد الدراسة يشتمل علي خمسة مجالات. وقد أظهرت نتائج الدراسة ما يلي : وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الطلبة الذين درسوا بإستراتيجية القبعات السَت من جهة، ومتوسط درجات الطلبة الذين درسوا بإستراتيجية الذكاءات المتعددة، وحل المشكلات من جهة ثانية، تعزى إلى متغير إستراتيجية التدريس وذلك لصالح درجات الطلبة الذين درسوا بإستراتيجية القبعات السَت.مع وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي الدلالة الإحصائية (≤0.05) بين المتوسطات الحسابية لدرجات أفراد عينة الدراسة على جميع مجالات الدراسة تعزى إلى متغير الجنس، حيث كانت الفروق لصالح الإناث.

  
هدفت دراسة فلك ربيع الخليف (2011)التي جاءت بعنوان " ما أثر استخدام استراتيجية التدريس القائمة على برنامج قبعات التفكير السَت لتنمية مهارة التحدث (إدارة الاجتماع) لدى عينة من طالبات جامعة الحدود الشمالية عند تدريسهن مقرر اللغة العربية (۲۰۱)، وقد استهدفت الدراسة وصف استراتيجية التدريس القائمة على برنامج قبعات التفكير السَت وقياس أثرها في تنمية مهارة التحدث عند إدارة الاجتماعات لدى عينة من طالبات الحدود الشمالية بلغت (52) طالبة باستخدام المنهج شبه التجريبي ,فقسمت العينة إلى عينتين: ضابطة (26) طالبة وتجريبية (26) طالبة، كما أعدت الباحثة الأدوات التالية: دليل تنفيذ الاستراتيجية القائمة على برنامج قبعات التفكير السَت التدريس مقرر اللغة العربية (۲۰۱) وقائمة بمهارات إدارة الاجتماع المناسبة لطالبات المرحلة الجامعية و بطاقة  ملاحظة التقويم أداء الطالبات في إدارة الاجتماع، ثم طبقت أداة التقويم تطبيقا قبليًا وبعديا على عينتي الدراسة؛ وقد أثبتت النتائج أثر استراتيجية التدريس القائمة على برنامج قبعات التفكير السَت في تنمية مهارة التحدث (إدارة الاجتماع) ووجود فروق ذات دلالة إحصائية عند (>0.05) بين متوسطات درجات أفراد العينة التجريبية لصالح الاختبار البعدي .





هدفت دراسة علاوي(2015)  

هدفت دراسة علاوي (2015) إلى معرفة (أثر استراتيجية القبعات السَت في تنمية التفكير الاستدلالي لدى طالبات الصف الرابع الأدبي في مادة الجغرافية)، وللتحقق من هدف البحث وفرضياته تم اختيار عينة من طالبات الصف الرابع الأدبي في مدينة بغداد التابعة للمديرية العامة لتربية بغداد/ الرصافة الثانية، وجرى اختيار شعبتين من طالبات الصف الرابع الأدبي تجريبية وضابطة من ثانوية (سومر) للبنات.
 بلغت عينة البحث (56) طالبة وبواقع (28) طالبة في المجموعة التجريبية و(28) طالبة في المجموعة الضابطة، وأجرت الباحثة بينهما تكافؤاً في المتغيرات (العمر الزمني والذكاء، معدل العام السابق، التفكير الاستدلالي القبلي) قبل إجراء التجربة ولم تظهر فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين في هذه المتغيرات.
 وقد استعملت الباحثة الوسائل الإحصائية منها الاختبار التائي استخدم للتكافؤ في متغيرات البحث وأيضاً معامل صعوبة الفقرة لحساب معاملات الصعوبة لفقرات الاختبار ومعامل تمييز الفقرة لحساب معاملات القوة التمييزية لفقرات الاختبار ومعامل ارتباط بيرسون لحساب ثبات الاختبار وعلاقة الفقرة بالدرجة الكلية. وفي ضوء نتائج البحث توصلت الباحثة إلى الاستنتاجات الآتية:-
        1- أن تدريس الجغرافية باستعمال استراتيجية القبعات السَت يعين الطالبات في تنمية تفكيرهن مما يساعدهن مستقبلاً في الاستفادة مما يقدم لهن في حل مشاكلهن ذاتياً.
        2- أن استراتيجية القبعات السَت توسع فكر الطالبات وتنمي قدراتهن العقلية وتنشط القدرات الخاملة والانتقال من نمط إلى آخر بحسب نوع التفكير لكل قبعة، كما ختم البحث بجملة من التوصيات والمقترحات.

الدراسات الأجنبية

           هدفت دراسة يلد يريم Yildirim,1994)  ) لمعرفة اتجاهات المعلمين نحو تعليم التفكير. وتكونت عينة الدراسة من 600 معلم من معلمي المرحلة الابتدائية والثانوية بولاية نيويورك واستخدمت الدراسة استبانة تم تطبيقها على عينة البحث وبينت نتائج الدراسة أن اهتمامات المعلمين انصبت بدرجة أكبر على التعلّم أكثر منه على تعليم التفكير.

  دراسة كيني (Kenny, 2003)

  هدفت دراسة كيني (Kenny, 2003) لمعرفة أثر برنامج القبعات الست لدي بونو لتشجيع التأمل والتفكير الإبداعي في غرفة الصف) .أجريت هذه الدراسة في كلية التمريض في المملكة المتحدة ورمت إلى معرفة توظيف برنامج القبعات الست لدي بونو لتشجيع التأمل والتفكير الإبداعي في غرفة الصف.قسم الطلاب على مجموعتين كل مجموعة ستة طلاب، طلب منهم دراسة حالة ((Case Study لأحد المرضى، ثم طلب منهم أن يفكروا حول القضايا التي تثير اهتمامهم في أحداث الحالة التي عرضت عليهم ثم قدمت إليهم (لعبة القبعات الست) المختلفة، إذ قدم الباحث ماذا ترمز كل قبعة؟ ونمط التفكير فيها ثم طلب الباحث النظر إلى الحالة مرة أخرى لكن هذه المرة من وجهه نظر قبعة واحدة فقط. القبعة الأولى البيضاء والتي تمثل المعلومات ثم طلب منهم أن يفكروا بالقضايا التي تثير اهتمامهم عندما يأخذون هذا الهدف وفق نمط التفكير بها وهكذا بجميع القبعات ثم اشتركت المجموعات لمناقشة القضايا التي أثيرت في جميع القبعات، ودور الباحث ميسراً بين المجوعتين، وقد استخدم الباحث المنهج شبه التجريبي القائم على مجموعتين احدهما تجريبية والاخرى ضابطة، أظهرت النتائج إلى أمكانية استخدام  برنامج القبعات الست لتنمية التفكير التأملي والتفكير الإبداعي، كما أنها تساعد من تقليل التوتر والمجهود (نوفل، 2009 :149).

)altun & Toraman,2013 ) دراسة
هدفت  دراسة التون و تورمان (toraman,2013&altun , ) بدراسة عنوانها " تطبيق القبعات السَت وتقنيات سكمبر على منهاج الصف السابع  في وحدة "الانسان والبيئة" هدفت هذه الدراسة على الكشف عن كفاءة تطبيق التصميم التعليمي  من خلال القبعات السَت و تقنيات سكمبر, وقد تكونت العينة من (20)  طالب وطالبة من طلبة الصف السابع في منطقة بيكوز  في اسطنبول , (10)  منهم ذكور و(10 ) منهم إناث ,وتم استخدام المنهج الوصفي ,وقد تم الحصول على النتائج  من خلال تحليل البيانات  التي تم التوصل اليها  من الدراسة عن طريق تحليل المحتوى .واظهرت النتائج أن الطلاب ابدوا تحسنا  في مقارنة النظم البيئية من حيث التنوع المعيشي والميزات المناخية ,كما كشفت أن معظم الطلبة لديهم نظرة سلبية بشأن البيئة في المستقبل.







       موازنة بين الدراسات السابقة

كانت تلك هي  نتيجة الحصيلة بعد البحث في مجالات الدراسات الشبيهة  و نظرا لصعوبة وعدم توفر العدد الكافي من الدراسات التي تناولت تدريس وحدة من منهج التربية الوطنية باستخدام القبعات السَت بالذات  ,حاولت الباحثة اجراء مسح شامل للدراسات ذات العلاقة بالدراسة الحالية وقد استخدمت الباحثة الترتيب الزمني من الأقدم الى الأحدث في تتبع الدراسات  المتداولة . وقد وجدت الباحثة  أن دراسة علاوي تتفق مع (دي بونو) في أهمية التدريس على وفق استراتيجية القبعات السَت عن طريق عدها موقفاً تعليمياً حديثاً ومتطوراً يعمل على أشغال ذهن المتعلم في عدة نماذج من التفكير عن طريق تقديم نشاطات متنوعة تبدأ بالمعلومات والحقائق وتتنوع حسب متطلبات كل قبعة.
            اما دراسة الخليف(2011)فقد أشارت على طريقة القبعات السَت على مهارة التحدث ,مما يجعلها مناسبة للطلاب و للأطفال الذين يعانون من الخجل لتعليمهم مهارة التحدث ومواجهة الحضور بكل قوة وثبات وهذه تعتبر من ميزات وفوائد التدريس بطريقة القبعات الست. وقد اتفقت هذه الدراسة ايضا مع دراسة علاوي (2015) التي اشارت أن استراتيجية القبعات السَت توسع فكر الطالبات وتنمي قدراتهن العقلية وتنشط القدرات الخاملة لديهن . وهذا ما تهدف له دراستنا ايضا من جعل مادة التربية الوطنية مادة محببة عن طريق استخدام القبعات الست كلعبة لطرح المواضيع .
              أما دراسة ماري  وجونز(2004 ,mary &jones  ) في دراستهم حول طريقة القبعات الست للتفكير  كمدخل للمشكلات الأخلاقية  في الصف التي تم فيها استخدام المنهج شبه التجريبي ,والذي يعني قيام الباحثين بتغيير بعض الشروط المحددة للواقع أو الظاهرة التي تكون  موضوع البحث , فقد اظهرت النتائج ان استجابات الطلاب البعدية على الأسئلة حول خبراتهم الفردية في حل المشكلات ,وقرارات المجموعة النهائية حول المشكلات كانت افضل من استجابتهم قبل تعلمهم طريقة التفكير الست.
مما يعني أن طريقة التدريس بالقبعات الست مفيدة في دروس التربية الوطنية التي  من اهدافها التربوية خلق طلاب ينتمون لوطنهم وذوي اخلاق فاضلة وتربية سليمة, وليس هناك من مادة يمكن ان تغطي هذا الجزء الحساس سوى مادة التربية الوطنية التي تحاول عن طريق زرع القيم والاخلاق أن تربي بهم  المثل والاخلاق الفاضلة .   

(toraman&altun,2013 أما دراسة تورمان و التون (
التي طبقت في اسطنبول لدراسة  وحدة  "الانسان والبيئة"  على منهاج الصف السابع  ,فقد اظهر لدى الطلاب تخوفا من المستقبل ولم تكن لتظهره سوى طريقة التدريس بالقبعات. حيث ركزت على مخاطر افعال البشر على البيئة عند ارتداء القبعة السوداء وهذا يدل على ان طريقة التدريس بالقبعات تعطي تركيزا لكل جوانب المشكلة وتعلم الطلاب طرق لحل المشاكل وحلها بل والشعور بأهمية المحافظة على البيئة .مما يعني أن طريقة التدريس بالقبعات الست مفيدة في دروس التربية الوطنية التي  من اهدافها التربوية خلق طلاب ينتمون لوطنهم وذوي اخلاق وتربية سليمة  .
وقد وجدت الباحثة من نتائج الدراسات والتوصيات أن جميع الدراسات السابقة تتفق على تفوّق طريقة التدريس بالقبعات الست مقارنة بالطرق الأخرى ,ماعدا دراسة البركاتي التي اظهرت تفوق مجموعة الذكاءات المتعددة على مجموعة القبعات السَت في مستوى التقييم.
في حين جاءت نتائج دراسة السليتي مغايرة حول  متغير إستراتيجية التدريس وذلك لصالح درجات الطلبة الذين درسوا بإستراتيجية القبعات السَت. وذلك لصالح درجات الطلبة الذين درسوا بإستراتيجية القبعات السَت.و  وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات الحسابية لدرجات أفراد عينة الدراسة على جميع مجالات الدراسة تعزي إلي متغير الجنس. حيث كانت الفروق لصالح الإناث.
وقد وجدت الباحثة أن معظم الدراسات باستخدام طريقة القبعات السَت قد استخدمت وطبقت في أغلب المناهج التعليمية كما وجدناها في دراسة علاوي في مادة الجغرافيا ودراسة فودة وعبده كانت في منهاج العلوم , أما دراسة أبو شريخ (2011) فقد كانت في مبحث التربية الإسلامية ولطلاب الصف العاشر . والدراسة الوحيدة التي وجدتها الباحثة في التربية الوطنية كانت للعودات (2006)  وكانت تقيس اثر النظرية في التحصيل والتفكير التأملي لدى طلبة الصف العاشر وعلى حد علم الباحثة لم توجد اي دراسة لمبحث التربية الوطنية للصف الثامن الأساسي وخصوصا في تدريس وحدة "العيش المشترك" في مناهج وزارة التربية والتعليم في الأردن .وخاصة ان هذه الوحدة بالذات تمتع بحساسية انسانية تستلزم التركيز عليها من حيث اعتبار أن العيش المشترك "بين الطوائف والأقليات والجماعات الأثنية  ,هو مطلب أنساني وركيزة أمان للمجتمعات متعددة الأطياف وخاصة أن ذلك هو ما تهدف له كتب التربية الاجتماعية و الوطنية كما اشار  العمر( 1990 ) هي مساعدة الطلبة ليكونوا قادرين على التفكير بالقضايا الوطنية وحل المشكلات والمشاركة في صنع القرارات مع الاهتمام بالنشاطات الوطنية والاجتماعية التي تزيد من انتماء الطلبة الى وطنهم لذا اردت ان اجرب  تدريس وحدة العيش المشترك بهذه الطريقة بدروسها الثلاث التي تتحدث عن التشابه والاختلاف بين البشر وتتعرض لمفاهيم العنف والتعصب والتطرف والتمييز .
وهذه الدراسات وإن اعطت جميعها  ميزة تفوق طريقة التدريس بالقبعات الست على الطرق التقليدية إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تطرقت لوحدة "العيش المشترك " للصف الثامن  وخصوصا لهذه المرحلة الجديدة من بناء  الإنسان الذي يحمل قيما واتجاهات لابد من تنميتها في الاتجاه الصحيح والا لتعرضنا لموجات من التعصب والتطرف والعدوان نحن لسنا بحاجة لمقارعتها , فبناء الإنسان السليم يبشر بالسلام الداخلي والخارجي للمجتمعات الصحيحة نفسيا  وهذا هو مطلب وجوهر ما تسعى له التربية الوطنية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دراسات سابقة -عن استخدام اليوتيوب في التعليم