التعلم عن بعد



   التعلم عن بُعد 
                                                             لم يعد إختياريا


        يورد  كتاب(1)  "  حقائق سريعة عن التعلم على الإنترنت "
 (( شباط,2013  ))  
                      أن فرص التعليم على الإنترنت بدوام كامل أو  جزئي   أو إضافي  متاح لبعض الطلبة على الأقل في 48 ولاية من 50 ولاية أمريكية بالإضافة إلى واشنطن العاصمة . [1]أن الوعي 
بالتعليم عن بعد وإمكانية تطبيقه من قبل المعلمين والمناطق التعليمية والطلبة لم يعد اختياريا . (عاروري ,2018)   

         ومن الحقائق التي أوردها الكتاب , إنه في السنوات الأخيرة  ,تطورت البرامج المقدمة على الإنترنت بشكل كبير ,حيث قدرت الجمعية الدولية للتعلم على الإنترنت من الروضة  إلى الصف الثاني عشر أن ما يزيد عن  (1,816,400) من طلبة الروضة إلى الصف الثاني عشر مسجلون في المساقات التعليمية على الإنترنت عام  (2010)   .




المدخل  
 ماذا يعني التعلم عن بعد ؟
ماهي جذوره القديمة وكيف ظهر و كيف إنتشر وهل هناك تجارب ناجحة له  وماهي معيقات إنتشاره  إن وجدت ؟ ماهي مميزاته وفوائده  ؟ وهل له عيوب ؟
في بداية بحثنا سوف نتطرق إلى تعريف هذا التعلم وأهميته ومميزاته وطرق تنفيذه و مدى تنفيذه في إنحاء العالم .
وذلك  للإجابة عن سؤال
كيف ستبدو مدرسة المستقبل  أو جامعة المستقبل في  الخمسين سنة القادمة ؟
 هل واكبنا ثورة التقدم الهائلة   و تزودنا بالجديد  !
هل هناك مخاوف  من أن يفلت  زمام  الحرية  التعليمية في  إختيار نوعية التعلم  المطروح.
هل هناك فعليا مخاوف من تهميش دور المعلم والمدير  و الإنتصار لثورة التغيير القادمة التي تبشر  بمدارس بلا جدران ومدارس  بدون لقاء " وجه لوجه  "  المعروفة بمدارسنا التقليدية  حيث لابد من رؤية المعلم  ورؤية طلابه له !
ربما ستجيب هذه الدراسة القصيرة عما ستسهم به الدراسة عن بعد   .
 ودور الجامعات الإفتراضية  أو كما كانت تسمى سابقا  الدراسة  بالمراسلة  ,وأثرها في مواكبة التغييرات القادمة 




المقدمة  
 ماذا يعني التعلم عن بعد ؟
أن تتعلم لوحدك بدون معين وبدون مساعدة من معلمين
أن   تتعلم ذاتيا  وتقرأ لوحدك وأن تجتاز مساقاتك بدون محاضرات  وأن  تنجح  لنفسك وتبني ذاتك  وتشعر بالإنجاز  لأنك قادر على فعل ذلك .
كل هذا تكريس لما يسمى  تفريد التعليم  التي انتشرت  نتيجة للتطور التكنولوجي  والثورة المعرفية المتزايدة  والتي  تعتمد بطبيعتها على فكرة التعلم الذاتي  القائمة على مساعدة الذات بالتعلم الفردي .
 ولأن تفجر المعرفة  و ثورة التكنولوجيا المتقدمة   إستدعى تنوع أساليب و طرق التعليم  الفريدة   فجاءت بإبداعات التغيير ومواكبة التطور وملاحقة الجديد  في محيط يزخر بما هو جديد في كل يوم لذا صار  لزاما على المتعلم أن يبحث عن المعرفة  بنفسه  و يتعلم لوحده بدون معلمين  أو اساتذه .
 و صار من المهم  أن  ينوع المتعلم  بطرق واساليب بحثه عن المعلومة  بطريقته الخاصة , فلم يعد يهتم  بالذهاب إلى المدرسة أو الجامعة ما دام متاح له بنقل المعرفة بطرقه الخاصة و تسنى له  فيما بعد ثورة التكنولوجيا  وعالم الأقمار الصناعية أن يحضر الجامعة أو المدرسة إلى بيته
أو إلى أي مكان يتواجد فيه . وهذا يحيلنا إلى  إستشراف  أدوار المدرسة  أو الجامعة  المستقبلية   وماهية العمل بها
ولذا سيكون حديثنا  متتما عن مدرسة المستقبل - التي ستكون  بالنسبة لأجيالنا  التي ستذهب بها السنوات القادمة إلى  نوع من  الإنبهار  الملفت  وعدم التصديق  بما سيحدث
فهل يعقل أن يصبح التعليم جميعه  إلكترونيا ! ولا يأتي الطلاب إلى المدارس إلآ في فترات قليلة ولأغراض مخصصة
هل يعقل ذلك ! 
 بعد تلك الثورة التكنولوجية القادمة سوف  نتطرق إلى ماهية ما يسمى  "التعلم عن بعد" وخصائصه ومزاياه وطرق تنفيذه  علما أن العمل بهذه الطريقة  , قد بدأ وها نحن نرى جامعات تقدم تعليما   بتخصصات فريدة  يتم التعليم  و الإلتحاق بها عن بعد
 فهل سمعتم عن ذلك !



مدارس  المستقبل
في مدرسة المستقبل هل ستظل هنا مباني مدرسة  ذات بنية تحتية  مدمرة ومرافق مهدمة وجدران  باهتة وممرات   لا تبعث على الراحة ولا على  التأمل !
في مدرسة المستقبل هل ستظل هناك جدران أسمنتية , يحتجز بها خمسين طالبا في غرفة صفية  خانقة وغير صحية و خالية من الوسائل والمثيرات البصرية والتجهيزات السمعية والآت العرض  المرئية .
 فعليا , هل سيذهب الطلاب إلى  المدارس  و ينشدون النشيد الوطني  بحماس  منقطع النظير ويتوجهون  نحو العلم بعيون شاخصة  و قلوب متوردة  بحب الوطن  وبعد دخولهم إلى الممرات ستتلاشى تلك الومضات ويتلاشى الحماس  وتخفت بهم رغبة  القيام  بأي شيء لأن التعليم النمطي لا يتوجه إلى دواخلهم  و رغباتهم و معرفة ما يحبون تعلمه  بل  يقدم تعليما مسلوقا  بلا طعم ولا لون ولا رغبة .
 هل ستظل هذه الحال  في مدارس المستقبل أم ستتغير معادلات  الرغبات و التجديد في فتح أفاق جديدة لتعليم أفضل وأكثر  فائدة وأكثر دواما وتحسينا في ذائقة المتعلم  وعلو هامته . 
في مدارس المستقبل هل ستظل اقصى أمنيات طلبتنا ,  أن يغيب معلم الرياضيات أو يمرض  معلم الكيمياء  أو  أن تمطر السماء ثلاث  أيام بلياليها بدون انقطاع  أو تتجمد الأرض  ليغيبوا عن المدرسة   لعدة أيام  أو  أن تصبح كل أيام السنة عطلة  بسبب الحرب  التي ستدمر مدرستهم التي لا يحبونها !
 هل ستظل المناهج المقدمة للطلاب سواء على مقاعد الدراسة  أو في مدرسة المستقبل هي نفس المناهج المقدمة  , أم ستكون هناك لجان متقدمة عن تفكير نمط شعوبها بربع ساعة لتخلق لنا مناهج  منفصلة  وكل منهاج هو منهاج متصل منذ بدايته حتى نهايته  كنسيج معرفي  متواصل  منشور على نطاق العالم  كله و   بالإمكان الاستفادة منه كبرامج  مقدمة  للتعليم  وما على مدرسة المستقبل سوى وضع خطط التقدم  و الارتقاء  بالإتقان و الممارسة الفعالة  له .
 هل ستظل مدرسة المستقبل تعاني من المعلم الغير كفء المعلم الذي ينتظر راتبه في آخر الشهر بدون إيلاء مهنته  ولو بقليل من الجهد  للإرتقاء بعملية  التعليم  أم سيصبح مدربا  ومرشدا وميسرا يجلس في بيته ويتابع أعماله وهو مستلق على فراشه و يقدم تغذياته  الراجعة المثمرة  لطلابه وهو منبطح أمام مباراة  كرواتيا  و البرازيل في دورتها  القادمة سنة2050  في إسبانيا  حسب توقعاتي التنبؤية  لمستقبل كرواتيا  الكروي .
 هل ستظل مدرسة  المستقبل قائمة على مدير يحابي موظفيه الذين يقدمون له  الفطائر لكي يقدم بهم تقاريرا رائعة ولكي يجدوا تسهيلات في الغياب والسفر   والخروج مبكرا  غيرها من تسهيلات  ,أم أن تلك المهنة ستنقرض  ولن يعود هناك مدراء للمدارس  بل ستختفي هذه الوظيفة  في المستقبل القريب كما أختفى  قبلها  دور  " الفلوبي   ديسك " كمخزن  للمعلومات   وكما  اختفى  دور الطابعات   , طابعات الحبر العادية  بعد  إنتشار عالم الليزر  و تقنياته  التي بلا حدود .
   أم أن هذا كلّه  سيصبح  من ضمن  مقولة  " غابر الأيام وسابق العهد والزمان  عند رواية القصص   العجيبة لأطفال 2080  - الذين لن يذهبوا لمدارس مشيّدة ولا لغرف صفية  مكدسة بالعشرات  بل في انتساب تكنولوجي لمدارس مستقبلية  تعمل عن بعد  و بتقنيات عالية ومستويات تكنولوجية رفيعة   ومناهج متقدمة  مطروحة  لكل أطفال العالم بنفس المنهجية والتسلسل النفسي وبنفس الرتم والتقليد العالمي في استقبال واستيراد المعرفة بلا حواجز  وهمية ولا مخاوف أمنية  ولا قلق وجودي   في تغيير بنية الشعوب النفسية  لأن   المنهاج  الخفي الذي يرتسم في أبناء كل قومية أو هوية  سوف يتكفل به المنهاج الخفي  القادم من البيئات الثقافية  ومن الأهل والأقارب والبيئة المحلية  التي تكرس جذور الهويات المتناقضة
أما التعليم الرسمي العادي  - المستقبلي  فسوف تتكفل به مدارس المستقبل التي لا تركض وراء نمو هوية عنصرية أو هوية قومية  متميزة  بإنفرادها  لأن العالم القادم لن يسمح بذلك وسيحارب كل الهويات المتطرفة التي بلا سند أخلاقي يرفعها ويميزها  ويعلي من مكانتها .
نحن أمام  ثورة قادمة مستقبلية  لتعليم  يتخطى الحواجز ولا يقف أمام هويات  فارغة  ومخاوف   من تغييرات في البنى  النفسية  والتركيبات الإجتماعية  المتعلقة بحب  الوطن  والحفاظ على الهوية الدينية والوطنية .  سيكون مستقبل التعليم  تعليميا في المقام الأول وناشرا لقيم الإنسانية الخالدة التي تعترف بها كل شعوب العالم كأيقونات التسامح والعدل والآخاء والمساواة وغيرها   بدون تعميق  لجذور التعصب  والقبليات العنصرية  المرفوضة .
تعليم حر يتخطى الهويات المتنافرة و  يستقى مبادئه من حقوق الإنسان والمواطنة الصالحة في كل زمان ومكان  بدون معارضة ولا رفض .
هذه تصوراتي حول مدارس المستقبل القادمة   بعد خمسين سنة من يومنا هذا , ولكنها تبقى مجرد تصورات  , لأن المستقبل مجهول  ولا أحد يعرف ما ستأتي به الأيام القادمة  فالمستقبل هو وحده راسم خريطة التغيير الإجتماعية  - التي ستحدث بلا شك .
ولكن وكما قلنا عن طبيعة المستقبل المجهولة  ستبقى تنبؤات  حالمة
بأن الغد سيكون أفضل ..
  وسيكون أفضل لامحالة .








تكنولوجيا التعليم المستقبلي  
وما دمنا نتحدث عن مدارس المستقبل  والتغيير الذي سيحصل  و لأن الشيء بالشيء يذكر
 فقد لخص  حارث عبود  [2]  في كتابه  * تكنولوجيا التعليم المستقبلي " رؤيته في التعليم المستقبلي  قائلا :  "  أن مأزق التعليم  في مواجهة التكنولوجيا التي تبدو بلا معرفة حقيقية  لحدود طموحها و لا معرفة لحدود  إنتشارها  . وهو مأزق  علينا  فعليا  الإنتباه  له  ومعرفة مالآته وتوجهاته ومسار تحولاته  في المستقبل القريب .

ومن ثم تطرق إلى  السؤال الذي طرحه عبود فيما  يتعلق  بنمط المؤسسة التعليمية التي سيشهدها المستقبل  و نمط مدرسة المستقبل : كيف ستكون مؤسساتنا التعليمية  و مدارسنا وجامعاتنا  في ظل هذا التطور الجامح  لتكنولوجيا  الإتصالات ؟  

و ما لتوقعات التي يمكن رسمها في هذا الإطار ؟
إن التمكن العالي من إستخدام التقنيات المتطورة من حواسيب وشبكات اتصال   و الإنفتاح  ومواكبة التطور السريع  الحاصل في هذه الميادين  وتطبيقها  لن يجدي نفعا  , ما دمنا غير متجهزين لمواجهة هذه  القنبلة القادمة  بتغيير نمط التفكير السائد لدى المربين والطلبة المتعلمين ولدى أولياء الأمور الذين يطالبون بتحسين التعليم .

فليس من الصعب  كما يقول عبود  في إستيراد التكنولوجيا وإدخالها في العملية التعليمية  ,  بل في إحداث التغيير الحقيقي  المطلوب لإدماج هذه التكنولوجيا  وتوظيفها إلى الحد  الأقصى  الممكن لتحقيق الأهداف التربوية  المنشودة في بناء شخصية  المتعلم  وتنمية مهاراته في حل المشكلات  و ممارسة التفكير الإبداعي وإطلاق طاقاته ورعايتها .








 التعلم عن بٌعد  ليس تطورا حديثا  فقد بدأ العمل فيه  في بعض البلدان منذ السبعينات وانتشر  في أوائل الألفين من هذا القرن  وصرنا نسمع عن التعليم عن بعد أو التعليم بالمراسلة كما كانوا يسمونها  في ذلك الزمان  , وقد جاء ذلك التعليم ليخدم طبقة من المتعلمين لهم ظروفهم الخاصة  وليناسب تلك الظروف التي تنحصر في  البعد الجغرافي والبعد المالي وبعض الظروف السياسية في بعض مناطق الصراع كما حدث في فلسطين  نتيجة الإحتلال الصهيوني الغاشم الذي حرم مواطني تلك البلاد الأصلييين  من فرصة تلقي التعليم النظامي كغيرهم من شعوب العالم .
و نتيجة ,  للكمّ الضخم من الطلاب الذين يريدون ان يلتحقوا بالتعليم  الجيد  ونتيجة  لما تنتهجه الشعوب العربية   من ممارسة الديمقراطية التعليمية  حيث أصبح التعلم حق لكل مواطن كالماء والهواء ولحل هذه المعضلة مع معاضل اخرى  , كان يجب على المؤسسات التعليم المعنية بهذا الأمر أن تقترح بدائل اخرى للتعليم العالي مثل التعليم عن بعد (distance education)   او التعلم الإلكتروني ( e-learning)
أو التعلم المفتوح  أو التعليم الموازي  لكي تستطيع مواجهة  كل  من  , الإنفجار المعرفي وتزايد المعلومات و زيادة الطلب الإجتماعي على التعليم , الإنفجار السكاني ,التطور التكنولوجي الهائل في مجال الإتصالات , الأخذ بديمقراطية التعليم و تحقيق تكافؤ الفرص التعليمية .
كل ذلك اسهم في ما يسمى بظاهرة التعلم عن بعد التي هي مدار بحثنا هذا .
فما هو هذا النوع من التعليم !
 في البداية , يتحتم علينا تعريف ما يعنيه التعلم عن بعد كما وصفه جلة من العلماء والباحثين قبل التطرق لماهيته واسبابه ومزاياه .







تعريفات  التعليم عن بعد
يعرف صبري [3] مفهوم التعلم عن بٌعد على أنه أحد أساليب التعلم الذاتي التي أفرزتها تكنولوجيا التعليم حديثا وهو في أصله يعتبر تعلما فرديا ولكنه أدى إلى تعزيز نظام التعلم المفتوح open learning   ونظام التعليم المستمر long life learning .
والتعليم عن بعد كما  يعرفه العالم شاندر  كما ورد  في ( الحيلة ,2008) العملية التعليمية التي يكون فيها الطالب مفصولا وبعيدا عن المعلم بمسافة جغرافية يتم عادة سدها باستخدام وسائل الإتصال الحديثة .  أما الجمعية الأمريكية للتعلم عن بعد  (Usdla)  فتعرفه " توصيل لمواد التدريس أو التدريب عبر وسيط نقل تعليمي إلكتروني ,الذي قد يشمل الأقمار الصناعية , و أشرطة الفيديو ,الأشرطة الصوتية ,الحاسوب أو تكنولوجيا الوسائط المتعددة أو غير ذلك  من الوسائط المتاحة  لنقل المعلومات .  ويرى هو لمبرج ( Holmberg,1989) الذي ورد في الكيلاني (2001)  وكما ورد في (الزبون ,2009) .  .[4]
أن التعليم عن بعد عبارة عن حوار  بين المعلم والطالب الذين لا يتواصلان مباشرة , ويتاح هذا التعليم في أي مكان يوجد فيه الطالب  و يتميز بأن مسؤولية التعلم تلقى على الطالب , كما يتميز باستخدامه وسائط تعليمية  متعددة وبمراعاته لنسق التعلم لدى المتعلم ".
وهكذا نرى أن هذا التعليم يلغى شرط الزمان والمكان  ويبقى على التواصل  والحوار بين قطبي العملية التعليمية ولكنه يحمل مسؤولية التعلم على الطالب   واضعا  شروط هذا التعلم  , باستخدام وسائط تعليمية متعددة   وهكذا نجد أن التعلم عن بعد  يتضمن التعليم الإلكتروني القائم على استخدام الوسائط المتعددة كما أشار هو لمبرج  .
ولذا صار لزاما أن نفرق بين   تلك التسميات , فهل التعليم عن بعد  
  هو نفسه التعلم الإلكتروني  وهل هو نفسه  ما يسمى التعلم المفتوح ؟
وإن لم يكونا هما نفسهما ,   فما أوجه الاختلاف مع المفاهيم الأخرى مثل
(التعليم المفتوح ,التعلم الإلكتروني ) !


وقد أجاب عن ذلك التساؤل   نادر شمى و زميله  في كتابهم المدرج في المراجع , حيث يشير د. شمى وزميله   (5)   الى تداخل بين مفهومي التعليم عن بعد والتعليم المفتوح ,  فكما يشيرالتعليم المفتوح  إلى انفتاح الفرص أمام المتعلم بإزالة الحواجز التي تتمثل بالقبول والأسلوب والأفكار , وذلك لإحداث تغييرات أساسية  في العلاقة بين التعلم  والمتعلم , أما التعليم عن بعد فيتسم بلوائح جامدة أو غير مرنة  في أغلب الجامعات , ولا تستجيب بسهولة لإحتياجات المجتمعات , ومن ثم فإن مؤسسات التعليم عن بعد ليست أكثر إنفتاحا لشروط القبول . أما التعليم الإلكتروني فهو ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية فقط (شبكات محلية ,شبكات عالمية , وما يشملها من برمجيات ) في الإتصال والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين . لذلك نجد في هذا التفريق  أن  التعليم عن بعد  يعتمد على وسائط متنوعة الأشكال يأتي من ضمنها الوسائط الإلكترونية  على عكس ما هو متبع في التعلم الإلكتروني الذي يتمحور حول الوسائط الإلكترونية فقط.
[5]مما يعني أن التعليم عن بُعد  هو أشمل وأوسع و يتضمن من بين أشكاله التي يتبعها في التعليم ما يسمى بالتعليم الإلكتروني .
الجذور التاريخية للتعليم عن بعد .
منذ بدأ العمل بها  , وما هي الجامعات التي تبنت هذه الطريقة ؟
وكيف إنتشرت  في العالم العربي  وفي دول العالم ؟
يرجع كتاب التعليم المفتوح [6]   الجذور التاريخية للتعليم عن بعد  إلى القرن التاسع عشر ,حيث أن كثيرا من المعاهد التربوية الخاصة والتجارية  في كل الولايات المتحدة وبريطانيا استخدمت التعليم عن بعد , وذلك عن طريق  إيصال  المواد التعليمية إلى الدارسين  بنظام عرف بالدراسة بالمراسلة, وبعد النجاح الذي صاحب هذه التجربة بدأت بعض الجامعات باستخدام التعليم عن بعد  في التعليم الجامعي مثل جامعة  كوينزلاند  في أستراليا  وجامعة إنجلترا الجديدة ,  أما الجامعة البريطانية المفتوحة فقد بدأت بالستينات  , وكان لها دور بارز في إستخدام التعليم عن بعد في المرحلة الجامعية , بل أن المواد المطبوعة  التي أعدتها انتشرت في أنحاء عديدة من العالم , وأثبتت هذه الجامعة  أنه بالإمكان استخدام التعليم عن بعد بكلفة  إقتصادية  قليلة مقارنة مع التعليم الجامعي التقليدي (نشوان,1997).
والجدير بالذكر أن الجامعة  البريطانية المفتوحة تتميز بتقديم ثلاث أنواع من البرامج
مثل :برامج في مستوى الدرجة الجامعية الأولى وتتضمن دراسة ست وحدات أكاديمية للحصول على  البكالوريوس. أما إذا أراد الحصول على الدرجة مع مرتبة الشرف فعليه أن يدرس ثماني وحدات إذا استوفى الطالب شروط الدراسة .
وتقدم الجامعة  برامج في الآداب والخدمات الاجتماعية  والرياضية والعلوم والتكنولوجيا (مالك,2000).
وهناك برامج في مستوى الدراسات العليا مثل ماجستير  و دكتوراة في الفلسفة .
أما ثالث تلك البرامج يسمى برنامج ما بعد الخبرة العملية  , حيث يلتحق في هذه البرامج من يرغبون في توسيع المعرفة بمهنهم  أو  اكتساب معرفة في مجال جديد .
وتضم هذه البرامج مركز التعليم المستمر بالجامعة  و منها برامج تدريب المعلمين أثناء الخدمة  وبرامج الرعاية الصحية  و الاجتماعية.
  وفي هذا الجانب لا تقدم الجامعة  درجات علمية بل شهادات لمن  ينهي
تلك البرامج حتى لو لم يتقدموا لإمتحان فيه [7].   


تجربة التعليم عن بعد في العالم العربي

أما في المنطقة العربية  فهناك جامعة القدس المفتوحة وهي تعتبر أول تجربة في المنطقة العربية تطبق نظام التعليم عن بعد حيث إنشئت من أجل تلبية حاجات الفرد والمجتمع الفلسطيني بتقديم التعليم الجامعي  في ظروف الإحتلال الإسرائيلي  وما نجم عنه من إعاقة لهذا النوع من التعليم  والمتمثلة في إغلاق الجامعات  ومنع الطلبة من الوصول إلى جامعاتهم ونتيجة لهذه الظروف القاسية  فقد سعت منظمة التحرير الفلسطينية  إلى توفير نوع من التعليم الجامعي يساير تلك الظروف من جهة ويتمشى مع الإتجاهات الحديثة  في التعليم والتعلم من جهة أخرى .
وتقدم جامعة القدس المفتوحة [8] خمس برامج أكاديمية في مستوى البكالوريوس  وتقبل الدرسين من حملة الثانوية العامة بغض النظر عن سنة التخرج أو العمر أو الجنس أو المهنة وهي بذلك تعمل ضمن مفهوم التعلم الجامعي المفتوح الذي يتصف بالمرونة وإتاحة  الفرص التعليمية لكل من فاتته هذه الفرص من قبل  ولكل الراغبين في إستكمال دراساتهم الجامعية (نشوان ,1997) .






الأطراف الفعالة في نظام التعليم عن بعد
أما عن الأطراف الفعالة في نظام التعليم عن بعد فهي لم تتخلى عن دور المتعلم أو الطلاب أولا ثم يأتي دور و مهارات وقدرات الهيئة التدريسية   ثم ثالثا دور المرشدون والوسطاء  ( في موقع النظام ) مع فريق الدعم الفني وخامسا دور  الإداريون  .
ولكل منهم مهام وظيفية لا تقل عن الآخر وهدفهم بالنهاية إنجاح نظام التعليم عن بعد  وذلك بتوفير  التنسيق المتكامل معا و بتوفير و تلبية الحاجات التعليمية  للطالب الدارس من بعد  [9].
 مراحل تطور التعليم عن بعد  والتقنيات المستخدمة  فيها
أما بالنسبة  لمراحل تطور التعليم عن بعد  والتقنيات المستخدمة  فيها
يقول أحمد سالم في كتابه منظومة تكنولوجيا التعليم [10]
 " لقد مر التعليم عن بعد بمراحل متداخلة نعرض لها فيما يلي
1-    مرحلة التعلم من خلال المراسلة البريدية  حيث يتم أرسال المواد التعليمية من قبل جهة تعليمية معينة أو من المعلم الى المتعلم دون حدوث تفاعل بينهما .
 والجدير بالذكر  عن ملاحظة  معنى التفاعل الذي تغيّر في المراحل اللاحقة  في سؤال طرحه  (الجابري و زملائه 2008) عن  مما  يتكون هذا التفاعل الحقيقي الكامن في إستخدام الحاسوب في التعليم  فقد ذكر أن كلمة التفاعل تتضمن النشاط المتبادل  بين كائنين ويقصد المشاركة الفعلية المباشرة والمستمرة في إتجاهين بين المتعلم وجهاز الحاسوب  ففي حالة استخدام الحاسوب في التعليم  تشير عبارة التفاعل إلى الأنشطة  المشتركة المتبادلة  التي تتم بين كل من المتعلم والبرنامج التعليمي المقدم بواسطة الحاسوب  متضمنة أنشطة إيجابية من قبل كل من الطرفين .
وهذا ما كانت تفتقر له تلك المرحلة  من التواصل والتفاعل  والتي تغيرت مع تقدم تلك المراحل .[11]
 وربما من الضروري الإشارة إلى  " جامعة الهواء في اليابان  " وهي من النماذج الأخرى  للتعليم بالمراسلة وقد قدمت تعليما للطبقة العاملة وربات البيوت .
وتعتبر جامعة  الهواء جامعة متقدمة وتستحق دراسة تجربتها الفريدة وخاصة فيما يتعلق بتدريس طلاب الحالات الخاصة . [12]
مرحلة التعلم من خلال الراديو أو الوسائل المسموعة .
2-     مرحلة التعلم من خلال التلفزيون  أو الفيديو كوسائط تعليمية أكثر تطورا  وحداثة من الراديو  حيث يتمتعان بتوفر عنصر الصوت  و الصورة المتحركة   في نقل المعلومات .
3-    مرحلة التعلم عن بعد من خلال الراديو التفاعلي  ومنها  تم استخدام  فكرة الإذاعة التعليمية التفاعلية  في بعض الدول العربية خلال الأعوام الأخيرة .
 ووقد استفاد من  هذه المرحلة    - المتعلمين في المناطق النائية  ممن يتلهفون للتعليم  ويطلبونه  نظرا لعدم وجود  تعليم نظامي يصل إليهم بسبب قلة  عدد السكان فيها  ونظرا لبعدها عن التحضر والمدنية مثل  هؤلاء الذين يقطنون في البوادي أو الصحراء .
4-    مرحلة التعليم عن بعد من خلال التلفزيون التفاعلي  التي تقدمه بعض الدول المتقدمة ويقوم على مبدأ التفاعل المباشر بالصوت والصورة بين المتعلم والمعلم .
5-     مرحلة التعليم عن بعد من خلال الكمبيوتر وشبكة الإنترنت  وهي من أبرز التقنيات  لأنها الأكثر فاعلية وتفاعلا وتكاملا وتوفيرا للتعلم الذاتي [13]
وربما من هنا جاء  التعليم عن بعد  لتلبية الإحتياجات  المتزايدة للمتعلمين في عصر العولمة  الذين يريدون استكمال تعليمهم  ولا يقدرون على الإلتحاق بالجامعات التقليدية لأسباب متعددة  [14] كما اشار إليها  الحيلة  في كتابه "تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق  " وكتاب الزبون "التعليم المفتوح ".
 وقد تحدث عن الجامعة الإفتراضية  المعتمدة على الإنترنت والتي لا تشبه  نموذج الجامعة التقليدية   (الجامعة المادية ) والتي قد تكون عبارة  شقة صغيرة أو  مكتب مجهز بالإمكانات الكاملة  للإتصال بالإنترنت واستخدام خدماتها المختلفة   .

وتتكون  الجامعة الإفتراضية  من مكتبات وصفوف  تعليمية ومساقات ونموذج اتصال بين المعلم والمتعلم  ومكتب للقبول والتسجيل  ومكتب للمالية  مثل أي جامعة حقيقية على الأرض ولكنها جامعة إفتراضية  ومبنية على أساس الوب وهو مفهوم جديد لمعنى الجامعة الحديثة  تعتمد على   الإتصال بالإنترنت .



أن مصطلح الإفتراضية  كما أشار الزبون ( 2009) ترجمة للمصطلح الإنكليزي
( virtual) والجامعة بما فيها من محتوى وصفوف ومكتبات واساتذة وطلاب وتجمعات ومرشدين جميعهم يشكلون  قيمة حقيقية موجودة فعلا , ولكن تواصلهم يكون من خلال شبكة الإنترنت ,حيث يمكن أن يتألف الصف الإفتراضي من طلاب موزعين ما بين استراليا واليابان والهند وسوريا يحضرون محاضرة لأستاذ في بريطانيا  ويتفاعلون معه افتراضيا ,  إما مباشرة أو من خلال المخدم التقني الخاص بالجامعة متحررين من حاجزي المكان والزمان (الموسى ,2002).
نقلا عن( الزبون 2009).  لذا فالجامعة الإفتراضية [15] تسعى إلى  إيجاد حلول للعديد من المشكلات التي تعترض الطلاب و منها مصاريف التعليم العالية
( مصاريف السفر ومصاريف الأبنية الجامعية ومصاريف المواد المطبوعة  ورواتب التوظيف العالية )  ومشاكل العقبات الجغرافية والسياسية  ونقص المؤهلات العلمية ومشكلة الطقس والظروف الجوية القاسية ومشكلة الوقت .

مزايا التعليم عن بعد
Classroom without walls
صفوف بلا جدران , التعلم في الهواء الطلق
التعلم  في كل مكان
التعلم بدون شروط ولا  قيود .
حرية التعلم والتعليم
 لا عقبات بعد الآن , تمنع من تعلمك
وهذه من مزايا التعلم عن بعد  والتي هي بمجملها شروط لما يسمى بالتعلم الذاتي - الذي هو جوهر نظام التعلم عن بُعد , حيث حرية المتعلم  الذي يريد أن يتعلم به بإختيار المكان والزمان الذي يناسبه   و الذي لن يتم سوى بالإتصال بشبكة المعلومات (الإنترنت )التي تقدم استخدامات مفيدة  في التعليم من حيث استخدام البريد الإلكتروني في المراسلات وارسال المواد المطبوعة للمقررات والأدلة والنصوص , كما تتيح التحدث مع زملائهم الطلبة على الهواء مباشرة  والمشاركة في جماعات التحاور والنقاش وفي غرف التحاور والدردشة التي قد تنفع  في توفير التفاعل بين الطلبة ومدرسيهم  أو إستدعاء مشرفين أكاديميين على شاشة الإنترنت تفاديا لنقصهم في مكان ما من البلاد . ومع الإتصال الهاتفي  يكون التعليم عن بعد قد تلافي معظم العيوب التي لاحقت  تقدمه في البلدان التي  رفضت هذا النوع من التعليم نظرا لإفتقاره  لخاصية المشاركة والتفاعل  التي تحدث في المدارس النظامية .[16]
 لقد ذكر احمد سالم  [17]مميزات اللجوء إلى نظام التعليم عن بعد قائلا " ان التعلم عن بعد يسهم بزيادة رقعة المتعلمين من كافة طبقات المجتمع وخاصة للفئات غير القادرة على التعليم النظامي الأكثر تكلفة  في الأونة الأخيرة . وأيضا يسهم في التغلب على ندرة المعلمين في المناطق  النائية والفقيرة  ,والتغلب على ندرة المعلم الكفء الذي يتمتع بقدر هائل من المقومات الحديثة التي تواكب الثورات التكنولوجية والمعرفية الحادثة  في عالم اليوم  وتلافي نقاط الضعف  والمستوى المتردي في المخرجات البشرية للتعليم التقليدي من خلال تعليم متعدد القنوات يتحمل المتعلم فيه مسئولية تعلمه مع الإستفادة القصوى من المستحدثات التكنولوجية التي تتمتع  بقدر كبير من التفاعلية والتكاملية والفردية .
وقد ذكر زيد منير عبوي  في كتابه  " إدارة برامج المدرسة الإلكترونية [18] " عن مزايا التعليم الإلكتروني  وقد اشار الى ميزة المرونة , حيث يستطيع المتعلم عبر الإنترنت  أن يعمل مع  مجموعة كبيرة من المعلمين وغيرهم من الأساتذة من مختلف أنحاء العالم في أي وقت يتوافق مع جدول أعماله و يمكنه بالتالي أن يتعلم في المنزل  أو في مقر العمل أو في اي مكان يسمح له فيه  بإستعمال الإنترنت  و ذلك في أي وقت كان  . و مما  ذكره  "عبوي"  بخصوص تعزيز المشاركة  أن التعليم الإلكتروني المتزامن  يوفر مثل هذه المشاركة عبر الصفوف  التعليمية  الإفتراضية  وغرف التحادث والرسائل الإلكترونية و الإجتماعات  بواسطة الفيديو .
 يتحدث الإستاذ الدكتور محمد عطية خميس عن البيئات التعليمية [19]"  في كتابة " تكنولوجيات إنتاج مصادر التعلم "  وتحدث عما يسمى بالفصول الإلكترونية  قائلا :"  وهي بيئة تعلم تفاعلي من بعد ,توظف تكنولوجيا التيماتكس TELEMATICS للربط بين محطات عمل الوسائل المتعددة التفاعلية  , بحيث تمكن المتعلمين  المتباعدين   من مشاهدة المحاضرات الإلكترونية  وعروض الوسائل المتعددة ,   وكتابة المذكرات , والمناقشة, وتوجيه الإسئلة , والتفاعل من المتعلمين المتواجدين في محطات العمل الأخرى ,بالصوت والصورة والمشاركة في الكمبيوتر , وكأنهم تحت سقف واحد , يعملون معا كفريق عمل واحد , لبناء تعلمهم تحت اشراف معلمهم .  
 وذكر أيضا من البيئات التعليمية  الإلكترونية ما يسمى بالمعامل الإلكترونية ( الإفتراضية )  وهي برامج كمبيوتر تفاعلية  متعددة الوسائل  ,توفر بيئة تعلم افتراضية بالكمبيوتر  , تحاكي معامل حقيقية  وتمكن المتعلمين من استخدام الأجهزة  والأدوات المعملية , وتداول الأشياء  , وإجراء التجارب والفحوصات , في بيئة تعلم أمنة .   
 ومما ذكره محمد عطية خميس  أن  هناك المدارس  والجامعات الإلكترونية   وهي بيئة مرنة للتعلم  بلا أرض وجدران وأسقف ,تتخطى حدود المكان والزمان , وتقوم بشكل كامل  على شبكة الويب بالإنترنت , من خلال برامج قوية تتيح للمتعلم الإلتحاق والدراسة  والإختبار , وتلقي التعليمات والنتائج , من خلال مواقع على الإنترنت  .
 ومما  تستخدمه  جامعات التعليم الإفتراضي  لتحقيق أهدافها وغاياتها  التربوية  - العديد من الوسائط الإلكترونية  كما ذكرها   الزبون [20]  ومن أبرزها :المؤتمرات المرئية والصف الإفتراضي   القائم على الإتصالات بين الطلاب والمشرف الأكاديمي . وشبكة الإتصالات بوساطة الكمبيوتر والتي من أهم أشكالها خدمة البريد الإلكتروني والرسائل الإلكترونية ومؤتمرات الكمبيوتر .وجميعها أدوات توصيل للمعلومات  بين الطلاب .وهناك   شبكة الإتصالات الإنترنت  والأقراص  المدمجة  و برامج الأقمار الصناعية  وجميعها  من أجل تقديم تعليم خارج حدود الجامعات المادية .

متطلبات في عناصر بيئة التعلم
 ومما تم ذكره  زيد عبوي [21] أن هناك متطلبات يجب  توافرها في عناصر بيئة التعلم القائم على الإنترنت للطلاب والمعلمين بالذات . وتشمل أن يكون ملما بقدر مناسب من الثقافة  الكمبيوترية  و كيفية استخدام الإنترنت
 وبالنسبة للمعلمين أن يلموا بنفس الثقافة الكمبيوترية  ولكن بمستوى اعلى من مستوى  طلابهم وأن يكون لديهم القدرة على استخدام  بعض خدمات الإنترنت الأكثر شيوعا كخدمة البحث عن المعلومات و خدمة نقل الملفات FTP  وخدمة مجموعات الأخبار , بالإضافة إلى خدمة البريد الإلكتروني التي تمكنه من إرسال الرسائل واستقبالها.
وعلى المعلم بالذات الإلمام بمشكلات نظم تشغيل الكمبيوتر وفهم أدواته , وكذا نظم العرض المستخدمة  بالإضافة الى قضاء وقت كبير أمام الأجهزة  الخاصة بهم , للرد على إستفسارات  الطلاب  و إستجاباتهم (تغذية راجعة فورية ).
  


ماهي المخاوف التي  تلاحق التعليم  عن بُعد   والتعليم الإلكتروني
بغض النظر عما قيل عن ميزانية المدارس  المحدودة التي لا يمكن لها إستيعاب تكلفة  دعم و  تنصيب التكنولوجيا  المكلفة  وبغض النظر عما قيل  عن وقت المعلم  المحدود والأعباء الجديدة التي تنتظره في حال تبني  هذا النوع من التعليم  ولكن ما أورده يوسف عاروري في كتابه المترجم  [22]  "التعليم  والتعلم باستخدام التكنولوجيا"  يعتبر من أكثر المخاوف وهو موضوع الأمن  والخصوصية  و قضية النزاهة الأكاديمية التي تتمثل  بسؤال منطقي وهو  كيف يمكن ضمان أن الطالب الجالس على الحاسوب هو بالفعل الطالب المسجل  في المساق التعليمي ؟
ويورد بالنسبة  للخصوصية ما قاله حرفيا وننقله إليكم    "هناك عائق أخير لتبني هذه التكنولوجيا و يتمثل في المخاوف التي يعاني منها بعض المعلمين والمؤسسات بشأن تبني التكنولوجيا التي لا تقدم مستويات من الأمن والخصوصية وقد لا يكون لدى التكنولوجيا الجديدة السجل نفسه في الكفاءة لضمان خصوصية الطالب عن تلك التي تم إختبارها ميدانيا في بيئات التعلم عن بعد .
إن مخاوف الخصوصية والأمن لها أهمية قصوى في المدارس لأن حماية الطلبة  هي الأولوية الأولى في البيئة التعليمية كما أن تكنولوجيا الويب (2.0) على وجه الخصوص ,هي بيئة خصبة لممارسة الإساءة تجاه الآخرين مما يزيد من مخاوف المعلمين ويبدد رغبتهم في توظيفها .
وأخيرا لفت إنتباهي  وأنا في نهاية بحثي هذا موضوع خاص قدمه الدكتور محمد حمدان في كتابه  [23] " تكنولوجيا التعلم  والتدريس والتربية  الإلكترونية عن بُعد" عن دور التعليم عن بعد في رعاية الموهوبين  - كحالة خاصة  وهو موضوع لم تتطرق له المراجع الأخرى ويعتبر تقديمه كبحث منفصل في خدمة تلك الفئة  الموهوبة التي لحق بها الغبن والظلم والإهمال  وذلك  لطبيعة الموهوب التي تتميز بسمات متطرفة في الذكاء والإستيعاب ولجهل المدرسين بالتعامل مع هذه النوعية التي تتطلب تعليما فرديا خاصا , ولندرة المتخصصين بهذا المجال  ولفقر الموارد المالية المقدمة لتوفير خدمات مساعدة لهم تتمثل بتعليم فردي خاص  بهم
 وأن لم يكن تفريد التعليم تفريدا ذاتيا لهم بدمج المواد مع وسائل التكنولوجيا المتطورة فلن يتحصل تلك الفئة الموهوبة على حقوقها بالتعليم الجيد الذي تستحقه.
وفي النهاية , إن  وجدنا  تقصيرا في هذا البحث المختصر ,لأن مرده  طبيعة البحث فمثل هذه البحوث يجب  أن لا تكون محدودة بالصفحات   وعدد المراجع ,ولكن طبيعة البحث المقدم  لمساق جامعي مختصر هي من فرضت علينا عرضه كما  قدم .  
                                            والله ولي التوفيق

  المراجع



 الجابري ,محمد  و عبدالله , منتصر  و منيزل, عبد الحميد   , (  2008 )  : الحاسوب في التعليم . الفاهرة ,  الشركة العربية المتحدة.
الزيون , أحمد محمد عقلة ,( 2009 )  : التعليم المفتوح بين الفكر التربوي الإسلامي والفكر التربوي المعاصر .  الطبعة الأولى , ,عمان , دار قنديل للنشر والتوزيع.
جودي لفر ديفي &  جين ماكدونالد , ( 2018) :  التعليم والتعلم باستخدام التكنولوجيا . ترجمة  عاروري, يوسف , الطبعة الأولى , عمان , دار الفكر . 
حمدان ,محمد زياد ,(2001):  تكنولوجيا التعلم والتدريس والتربية الإلكترونية عن بعد . دمشق, دار التربية الحديثة.
الحيلة ,محمد محمود ,(2008 ) : تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق .  عمان, دار المسيرة.
خميس , محمد عطية , (2006 )  : تكنولوجيات إنتاج مصادر التعلم . الطبعة الأولى  , القاهرة , مكتبة  دار السحاب للنشر  .
سالم ,أحمد وسرايا , عادل السيد ,(2003) : منظومة تكنولوجيا التعليم . الطبعة الأولى ,الرياض , مكتبة الرشد .

شمى , نادر و أسماعيل ,سامح , ( 2008)  : مقدمة في تقنيات التعليم .الطبعة الأولى  ,عمان, دار الفكر .

صبري , ماهر إسماعيل  و توفيق , صلاح الدين محمد,( 2005)  :  التنوير التكنولوجي  وتحديث التعليم . الطبعة الأولى ,مصر, المكتب الجامعي الحديث .
عبود ,حارث والعاني, مزهر شعبان,(2009) . تكنولوجيا التعليم المستقبلي . الطبعة الأولى ,عمان , دار وائل للنشر والتوزيع .
عبوي, زيد منير,   (2014) . .إدارة برامج المدرسة الإلكترونية . الطبعة الأولى ,عمان , دار الراية للنشر والتوزيع.


الهوامش 


·         (1) يوسف عا رودي في كتابه المترجم     "التعليم  والتعلم باستخدام التكنولوجيا. صفحة334

[2] حارث عبود  في كتابه  * تكنولوجيا التعليم المستقبلي, ص:  264

  (3) ماهر صبري وصلاح توفيق "كتاب التنوير التكنولوجي وتحديث التعليم ,ص: 198
              (4)     الزبون  مرجع سابق ,ص:93 
[4]
[5]    شمى  و زميله ,. مرجع سابق ,  ص:  237

[6]  كتاب التعليم المفتوح , مرجع سابق , ص:94
7   لمزيد من المعلومات إ نظر (التعليم المفتوح)  , مرجع سابق , ص : 96-97
 8 نفس المرجع السابق ,  ص :  100-101

[9]    شمى واسماعيل ,  :مرجع سابق  ص:236
[10]   انظر للتفاصيل في كتاب احمد سالم :منظومة تكنولوجيا التعليم  ص: 325
 11 لمزيد من المعلومات عن  طبيعة نموذج البرنامج التعليمي الذي يحقق معنى التفاعل والتواصل التي أشرنا لها ,
 انظر كتاب الجابري و منيزل , : الحاسوب في التعليم :ص:129


[12] ولمزيد من المعلومات  , انظر لصفحة 108-111 من كتاب التعليم المفتوح   

[13]  أحمد سالم – منظومة تكنولوجيا التعليم,  ص: 325-326  

[14] الحيلة  في كتابه تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق  ,ص: 409 وكتاب الزبون ؛ التعليم المفتوح" , ص  :116


[15] لمزيد من معرفة مكونات الجامعة الإفتراضية  , ( الحيلة ,2008 )  مرجع سابق ,  انظر الى  ص:410 و415   

[16] انظر الى الحيلة محمد في كتابه  : تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق  , ص:  395
[17]  أحمد سالم , مرجع سابق ,ص: 326

[18] زيد منير عبوي  في كتابه  " إدارة برامج المدرسة الإلكترونية ,ص:32
[19]   محمد عطية خميس "  في كتابة  " تكنولوجيات إنتاج مصادر التعلم "  ,ص:20 -21
[20] الزبون – مرجع سابق  , ص: 119    -122
[21]  زيد عبوي, مرجع سابق , ص:  41-42
[22] يوسف عارودي في كتابه المترجم  [22]  "التعليم  والتعلم باستخدام التكنولوجيا",ص:355-356
[23]    محمد حمدان . " تكنولوجيا التعلم  والتدريس والتربية  الإلكترونية عن بُعد" , ص:     251-247

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دراسات سابقة -عن استخدام اليوتيوب في التعليم

القبعات الست